The Sea Elder......

شيخ البحر

ياأخي!!

يا

يا أخي

يا ابن أمي و أبي

سوريا أمنا و الشعب أبانا

فهل لنا أن ننتظر عدة أيام أخر قبل أن نثكل أهلنا؟

هل من أحد يوصل هذه الكلمات لأخوتنا؟

ألم نرضع نفس الحليب؟ ألم نرعَ نفس العشب الأخضر الذي علمونا اسمه وطناً؟

ألم نتشارك جميعاً في أسرارنا الصغيرة، حبنا الأول، مغامرتنا الجنسية الأولى ربما، ألم نستمع إلى قصص الجدات، و بطولات الأخوة الأكبر؟

ألم نسترق النظر إلى بنت الجيران و نلهو في حارتنا بعيد الظهر؟

كم من الأشياء الصغيرة التي تشاركناها سويةً، تلك التي شكلت عالماً حضننا طويلاً، فهل لنا أن نرد له الصنيع بمثله، بدل أن نقدم له أشلاءً من أبناءه

دم السوري على السوري حرام

الدم سوري و الجسد سوري و الوطن سوري

يا حماة حنا معاكِ للموت

21/06/2011 التاسعة صباحاً،بعكس اتجاه السير

عندما تضيق مساحة الحرية ليصبح الجسد الواحد محيطها، تشعر الروح باختناق

كم مرهق شعور الانسان بأنه لوحده بين مئات البشر

هل الجنون هو البقاء وحيداً أم اللحاق بالقطيع؟؟

غصة في الروح واختناق في العقل الذي لم يعد يجد مايقوله لتلك الروح التي تأبى أن تسلم خناقها لغريزة القطيع

كيف لها أن تصمد مع بحر البشر الهائج من حولها، يؤلهون العبودية والتبعية

بكيت...

بكيت كثيراً، وبكيت وحيداً دون أن تسقط دمعة واحدة

أحرقتني دموعي، بينما كنت أهرب من سعير البشر الهائمين على وجوههم، ميممين شطر ساحة في بلدي، كي يقدموا فروض الطاعة والولاء لسيد البلاد وبديل الإله، ناسين أو متناسين حقيقة مفادها أن الشعب هو مصدر السلطات وهو مقياس شرعيتها ومصداقيتها، وليس العكس كالتابع لها ومؤتمر بغلها وكذبها

في هروبي اكتشتف إني رسمت خارطة بين حارات مدينتي التي أحب، لم يكن لتلك الخارطة سمة معينة أو اسم محدد، ولكنني قررت تسميتها خارطة سوريا

فسوريا التي أرغب، هي سوريتي ولكن فيها متسع لثلاثة وعشرين مليون ونيف، لكل منهن حلمه الخلاص وسوريته الخاصة

ثلاثة وعشرون مليون لوناً يشكلون معا خليطاً لم تعهده الطبيعة من قبل

لايمكن لشخص أو حزب أو كتلة أن تختصره، ولكن خليطاً كهذا يتمازج مع واقعه ليخلق سوريا التي تتسع لنا جميعاً، ولفرحنا جميعاً، للدمع كما للبسمة، لمستقبل أطفالنا كما لتاريخ أجدادنا

لن أسمح لأحد مهما كبر أو صغر أن يسرق مني تلك السوريا التي أحب

سأمشي في حاراتها وزورايبها وضيعها ومدنها، وأحب ألوانها جميعاً كما يجب علي أن أفعل

ولكم أن تمروا بي على عجل ودون أن أستوقفكم، لكم أن تستهينوا بحجمي وتأثيري، ولكن لاتنسوا إنني ثلاثة وعشون مليون لوناً

ولاتنسوا أن الزمن يمضي بنا وأن الذي سيبقى على هذه الارض هو أنا

شعب سوريا سيبقى

ستتبدل الفصول وتتغلب السنوات ويبقى الشعب، سيحاول البعض طلسه بلون واحد أو لونين، ولكن الصباغ يزول ويبقى ويبقى لونه الأصلي

لابد للقيد ان ينكسر

ولابد لضوء أن يولد

الحب...هل هو بحاجة لتعريف؟

يعرف إريك فروم الحب في كتابه "فن الحب" بأنه موقف يحدد علاقة الشخص بالعالم ككل ,وليس تجاه موضوع واحد للحب, فإذا أحب الإنسان شخصاً بذاته ولم يكترث ببقية رفاقه , فهذا ليس حباً بل تعلق تكافلي أو أنانية متسعة

والأناني ليس هو الشخص الذي يحب نفسه فقط بل على النقيض إنه يفتقد إلى الإعجاب بنفسه فيميل إلى الاهتمام بنفسه بشكل مفرط للتعويض. وهو لا ينظر إلى العالم الخارجي إلا من باب ماذا يمكن أن يحصل عليه منه , وهو يفتقد الاهتمام بحاجات الآخرين واحترام كرامتهم وتكاملهم ولا يستطيع أن يرى سوى نفسه .إذ أن فقدانه الإعجاب بنفسه أدى إلى شعوره بالدونية وبالتالي شعوره بالكراهية تجاه نفسه وبالتالي حدوث الأنانية ليس مهتما إلا بنفسه ويريد كل شيء لنفسه ولا يشعر بلذة في العطاء بل يشعر بها في الأخذ. لكنه في الواقع لا يبذل سوى محاولة فاشلة لتغطية وتعويض فشله في العناية بنفسه.

يقول إريك فروم إن العناصر الرئيسة في الحب هي أربعة

الرعاية: الحب هو الاهتمام الفعال بنمو وحياة ذلك الذي نحبه

المسؤولية: أن تكون قادراً ومستعداً لأن تستجيب لحاجات الآخرين سواء عبروا عنها أم لم يعبروا

الاحترام: وهو القدرة على رؤية الشخص كما هو وإدراك فردانيته المتفردة أي تقبل الآخر كما هو على عيوبه دون أن نفرض عليه أي تغيير

المعرفة

وهو جانب من الحب لا يتوقف عند المحيط بل ينفذ إلى اللب أي أن ترى محبوبك في داخل نفسه وتتفهم طبيعته وطريقة تفكيره

كلمات صباحية

ليس الحب والجمال والحياة في الأخذ والاستحواذ، كلما كانت العلاقة مع الأشياء من حولنا علاقة فيها الأخذ والعطاء، الاستحواذ والإحاذة

كلما تماهينا مع الشيء وصرنا كلّاً واحداً معه مع الحفاظ على فردانيتنا وصفاتنا الذاتية، كلما أحسسنا بأن هذا التفاعل يملؤنا أكثر

كن أنتَ للشيء بقدر ما يكون لك، لا تنتظر بل بادر تجاه الأشياء، الأشياء بوصفها أي مكوّن من محيطك، بما في ذلك الإنسان أو ما يشبهه

من زمن طاغور وقبل ذلك بكثير عرف الإنسان أن قيمة الأشياء تزول وتنتهي كلما حاولنا تملكها أكثر، ومع ذلك اخترعوا النقود واخترعوا الملكية واخترعوا أنظمة اجتماعية واقتصادية وحتى أخلاقية؛ لتضمن لهم ملكية طائفة وتحجب عنهم ما هو حقيقي وثابت ومستمر

غريبون هم البشر يجهدون كي ينشئوا هكذا نظام، علماً أن نصف هذا الجهد كان ليكلفهم لو تركوا أنفسهم لى فطرتهم

لست أقول بأن البشر خيرون بالمطلق أو بالفطرة، ولكن تغريب الإنسان عن ذاته وعن ما يملؤه فعلاً بات من الأشياء التي تجعلني أحس بالألم، ألم روي عميق، كلما نظرت إلى إنسان ورأيت ما يحيك لي داخله من أفكار واستراتيجيات كي يحصل مني على يريد بأقل قدر ممكن مما لديه كي يعطي

لم هذه المراكمة؟؟؟ في الدين لا أحد يأخذ معه شيئاً

في الفلسفة كلنا فانون

أترك السؤال مفتوحاً ولعلي أطلت الحديث، وتشعبت به، ولكن منذ البارحة وأفكار شتى تتحرك في رأسي، وأحس بأن استلابي للعمل والحياة المقيتة التي تسحبنا رويداً رويداً نحو علاقاتٍ إنسانية أقل وأضحل روحياً، بات شغلاً شاغلاً في روحي

كان فيّ البارحة مشاعر أتمنى لو أقدر على نقلها لكل من أحب، مناظر تعيد إلى البال الصفاء والراحة والانسجام مع المحيط

واليوم أعود إلى العمل والكذب والرياء، محاولاً كما في كل يوم، أن أكون أنا كما أريد، أن أحافظ على روحي يوماً آخر، أن ينتهي نهاري وما زال في الروح والقلب جرعة أخيرة، تساعدني على الإحساس بالجمال والحب فلذة كبد كفيلة أن ترد لي جسدي الذي استلب كما بروميثيوس، كي أنهض صباح يوم جديد لتنهشني آلة العمل ورأس المال

العدل والرحمة، الأب هو الأب، عادلٌ كما حد السيف، تخالجه في لحظات مشاعر التسامح والرحمة، ولكن عمله ووظيفته تفرضان عليه أن يكون صاحب القرار الصلب والثابت كما السيف

الأم هي الأم، طبيعتها الأنثوية وإحساسها الكلي بالحياة يدفعها أن تتسامح مع الخطأ وترحم المخطئ

الديانات، أبوية وأمومية، الأب يحاسب بالصراط المستقيم كما الإسلام

أما الأم فهي تسامح وتحمل خطايا البشر كما حملها المسيح على ظهره صليباً ثم صلب عليه

هل كان من الصعب على الإنسان القديم، أن يخترع ديناً فيه من العدل ما فيه من الرحمة؟ مكالمة البارحة، أثارت في تساؤلاً جديداً

هل من حاجة داخلنا، تدفعنا لطلب الرحمة والتسامح رغم معرفتنا بأننا أخطأنا ونستحق حساباً عادلاً؟

أحس بأن قدرتي على التسامح " وهي كبيرة" نسبياً تأتي من غياب الأب في حياتي، وحضور طاغٍ للأنثى، ولا أقدر سوا أن ألاحظ التغيير الذي طرأ ويطرأ علي منذ سنوات فقد بتّ عادلاً أكثر، مع الاحتفاظ بقدرتي على التسامح، علاقتي مع نفسي أصبحت أكثر استقراراً، ودوري ومسؤوليتي باتت أكثر وضوحاً

تقول غادة السمان: ما الذي بقي لنحس إننا يجب أن نقف ونمسك بما تبقى لنا من حياة؟

يتبقى وعينا بأن كل لحظة متبقية يمكن أن تتحول إلى أزلية إذا منحناها ذاتنا بصدق متفان بلا نهاية.

لقد تبقى ما كان هناك منذ البداية: الإيمان بمجموعة من البديهيات التي جعلنا هذا العصر الرديء نضطر لإثباتها بدمنا..

وحتى في تلك اللحظة الكئيبة، حين ينسحب ضوء الإصرار من ذاتنا، علينا أن نسلم الراية ليد لم تتعب بعد، وروح ما تزال مصرة على الركض لإضاءة الشمعة الإلهية التي هي العدالة والحق والحب والفرح... والخبز غير المرّ

و لا أجد مزيداً من الكلمات لأضيف

أطلت عليكم، أتمنى أن تلامس كلماتي شيئاً في داخل كل منكم، وأتمنى أن أسمع ردوداً فيها ما ابتدأت به كلماتي هذه

أخذ وعطاء، إحساس بالروح القابعة داخل كل منا، حبيسة، تنفلت للحظات معلنة أنها الأقوى، وأنها لا تموت

موال عالسريع

في مساكين لو بقدر آويها

وناس استبد بضعيفها قويها

إذا المسكين قله شي آويها

بيكون فلتان لحظة من العذاب