The Sea Elder......

شيخ البحر

أبو ليلى

سمعت ريم بنا و سمعت بأغنية اسمها قمر أبو ليلى غنتها ريم منذ سنين.     

كنت في الاسكندرية، مستلقيا على مقعد على طرف مسبح الفندق الذي نزلت فيه عند زيارتي الأخيرة لمصر، أنظر للسماء و كانت ليلة صافية، ليس فيها غيمة واحدة، و كان قمرها بدراً مكتملاً، يتوسط السماء.
كنت مشتاقاً، و كان شوقي يحرقني، شردت عن الموسيقا الخفيفة التي كانت ترسل من بهو الفندق القريب، و مر أمام عيني صور متلاحقة كانت كالتالي:

كان أبو ليلى رجلاً لديه منزل و عائلة و أرض، و كان ذلك قبل سنة 1948.
عندما بدأ اليهود بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، و احتلال أرض فلسطين، حمل أبو ليلى بندقيته و التحق بالمجاهدين.
غاب أبو ليلى عن الدار طويلاً، و لم يسمع أخباراً عن أم ليلى و الأولاد و الأرض
و بعد مرور أشهر، عاد إلى الضيعة و هناك لم يجد أحداً، لا أم ليلى و لا الأولاد و لا الأرض و لا الدار.
كان اليهود قد مروا من هنا غماماً اسوداً و طردوا الناس من ديارهم، و سووا البيوت بالأرض.
حاول أبو ليلى كثيراً أن يعلم ما الذي حصل و أين عائلته الآن، و لكن عبثاً، ترك الضيعة و الدمعة تتراقص في عينيه.

عاد أبو ليلى إلى المجاهدين، و كان في كل ليلة يسهر الليل بطوله يسأل القمر عن زوجته و أولاده، يا ترى وين هم هلق؟ و بأي أرض و ديار عايشين؟؟ لكن ما في جواب. 
و كان رفاقه يسمعونه و لا يسألون، و كل منهم لديه قصة مثل قصته. 
و كان يوم ذهب أبو ليلى و لم يعد، استشهد على أرض المعركة.
و بليلة هداك اليوم و كان القمر بدر، كان أبو ليلى غايب، قرروا المجاهدين يسموا قمر هديك الليلة قمر أبو ليلى.


و من يومها و أنا ما عدت سميت القمر غير قمر أبو ليلى



0 comments:

Post a Comment